كتامة: «شعب المبحوث عنهم» في «عاصمة الكيف» بالمغرب
صفحة 1 من اصل 1
كتامة: «شعب المبحوث عنهم» في «عاصمة الكيف» بالمغرب
يتجنب زيارتها الكثير من المسؤولين الحكوميين وتفرض عليها وسائل الإعلام العمومية مقص الرقابة، إلا في حالات تتعلق بإنجاز ربورتاجات لرجال درك ومياه وغابات وهم يطاردون بعض الفلاحين بتهمة زراعة القنب الهندي. وتعيش في عزلة تامة، فيما «شعبها» يعيش الصمت لأن أي جرأة لدى أحدهم من شأنها أن تعرضه لمتابعة قضائية بالتهمة ذاتها: زراعة القنب الهندي. هذا هو عالم كتامة وضواحيها.
«فقط نتمنى أن يأتي الملك في زيارة رسمية للمنطقة، لكي يقف بأم عينيه على هذا التهميش الذي نعاني منه». هذا كلام فاعل جمعوي في المنطقة وهو يتحدث عن واقع بلدة كتامة وضواحيها، البلدة التي تلقب بـ»عاصمة الحشيش» في المغرب. المصدر ذاته يتذكر بلدة «تارجيست» التابعة بدورها للحسيمة والتي لا تبعد عن كتامة إلا بحوالي 40 كلم، عندما زارها الملك لمرتين، وساهم ذلك في إعادة الاعتبار إليها، على الأقل من الناحية المعنوية، يضيف المصدر.
المصدر فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ«المساء» لأن من شأن أي حديث صحفي يخص هذه المنطقة ووضعها مع رجال الدرك والمياه والغابات أن يعرضه للخطر، وربما السجن بتهمة زراعة القنب الهندي، الزراعة الوحيدة التي تنتعش في المنطقة، وتعتبر إحدى أهم ركائز اقتصادها، قبل أن تتحول إلى أحد أهم أسباب الأزمة التي تعانيها المنطقة، في السنين الأخيرة، وذلك بسبب «الحرب» التي تشنها السلطات المغربية على أباطرة المخدرات والإجراءات المتشددة في المطارات والموانئ، وهي «الحرب» التي أدت إلى بوار سلعة القنب الهندي بكتامة التي لم يعد يقصدها المهربون الكبار، مما دفع فلاحيها إلى الاحتفاظ بسلعهم مخزونة والتأقلم مع وضع الأزمة، في انتظار غد لا تزال جل معالمه مجهولة. «نحن نطالب فقط، أمام هذا الوضع، إما باعتماد زراعات بديلة وإما بتقنين هذه الزراعة»، يسجل المصدر ذاته في حديثه عن هذه الأزمة التي أدت إلى ركود كبير في المنطقة، وصل ذروته إلى حد أن بعض الفلاحين لا يجدون القليل من المال للذهاب إلى السوق الأسبوعي بثلاثاء كتامة.
الخوف من الظل
الملك محمد السادس لم يسبق له أن قام بأي زيارة رسمية لهذه المنطقة، باستثناء مروره بها في اتجاه الحسيمة، مباشرة بعد توليه العرش. وجاءت هذه «الزيارة الخاطفة» في إطار جولات قام بها لجل أنحاء المملكة.
أغلب سكان المنطقة يعانون من سيف المتابعات القضائية بتهمة زراعة الحشيش. وعدد كبير منهم لا يستطيع مغادرة دواره لقضاء أغراض إدارية أو السياحة، خوفا من أن يكون اسمه ضمن لائحة المبحوث عنهم، تبعا لمحاضر المياه والغابات المخيفة. وإذا حدث أن سافر أحدهم، فإنه يتجنب الإقامة في أي فندق مخافة أن تترصده أعين رجال الشرطة أو الدرك.
«إننا شعب من المبحوث عنهم»، يقول المصدر ذاته. «والغريب أن المنطقة تاريخيا معروفة بزراعة القنب الهندي، وأرضها لا تنتج سوى هذه النبتة» التي يقول عنها أغلب سكان المنطقة إنها أذلتهم وحولتهم إلى عبيد بعض رجال السلطة.
في الطريق نحو كتامة، وبمجرد مغادرة مدينة فاس نحو مدينة تاونات، حواجز متتالية لرجال الدرك. من الصعب أن يقرر الإنسان زيارة مثل هذه المناطق ويعود إليها للمرة الثانية بعدما سيشاهد بأم عينيه كيف يتعامل بعض رجال الدرك مع مواطني المنطقة. في أغلب هذه الحواجز، يكون السائق مضطرا لـ«التفاهم» مع حراس الطريق. وعلى أي غريب على هذه المنطقة أن يجيب عن أسئلة هؤلاء وكلها تدور حول أسباب الزيارة، هذا بعد أن يتم فحص أوراق الهوية بكثير من التمحيص.
وفي الطريق من تاونات نحو «عاصمة الكيف» تتضاعف الحواجز الأمنية. وفي كل مرة يتم توقيف مستعملي طريق الوحدة، للتأكد مجددا من هويات الراكبين. «الجو يشبه إلى حد بعيد دخول منطقة محظورة»، يعلق أحد المواطنين وهو يعبر عن ندم ربما يخالجه لما قرر خوض غمار هذه التجربة.
وعلاوة على هذا الحضور الأمني المكثف، على مستعملي هذه الطريق أن يكونوا حذرين جدا من منعرجاتها الكثيرة وحفرها وضيقها، بالرغم من أنها شهدت بعض الترميم في الآونة الأخيرة. ترميم يقول عنه أغلب مستعمليها إنه ترقيع لا يرقى إلى مستوى المطلوب لطريق تعتبر ذاكرة تاريخية للمغرب، وتسجل حوادث سير تكون مميتة في أغلب الأحيان.
حقول كتامة تتراءى من بعيد. والكيف يبدأ في الظهور في جنبات طريق الوحدة التي شيدها الملك محمد الخامس، مباشرة بعد إعلان استقلال المغرب، وساهم في أعمالها عدد من رجالات الحركة الوطنية، بقيادة الملك الراحل الحسن الثاني، عندما كان وليا للعهد آنذاك.
تجنب الإحراج
منذ حوالي سنة، وأشهرا قليلة بعد تعيينه، قام والي جهة الحسيمة تازة تاونات بعقد اجتماع في مقر الجماعة القروية إساكن بمنطقة كتامة. الوالي محمد امهيدية خطب في مستشاري هذه الجماعة وفي مسؤولي عدد من المصالح الخارجية للوزارات بالحسيمة، قائلا إنه سيعمل من أجل إخراج هذه المنطقة من العزلة، وسيجلب لها الاستثمار وسيقضي على ظلمتها، ودعا الساكنة إلى عدم «التعرض» على مشـــروع التهيئة الحضرية لهذه الجماعة، مهــــددا أي متعرض بأوخم العواقب، لأن أي معارضة لهذا المشروع هي معارضة لمستقبل النهوض بالجماعة. انفض الاجتماع وعاد الوالي أدراجه بسيارته وموكبه إلى مقر ولايته بالحسيمة. ومضت مدة تـــزيد عن العام، دون أن يسجل أي تعرض للسكان، ولكن مـــشروع تهـــيئة الجماعة لم ير الـــنور.
الحسن أحقون، رئيس جمعية البيئة والتنمية الاجتماعية بكتامة، ويوجد مقرها بإساكن، يصف الوضع بالجماعة التي يقطن بها بالكارثي، قائلا إن مركزها يعاني من الظلمة بالليل بسبب انعدام الإنارة. وقنوات الصرف الصحي بالجماعة تعاني من انحباس، مما يحول شوارع الجماعة إلى مجرى لهذه القنوات. ومطرح النفايات يوجد وسط غابة الأرز، وبالقرب من محطة تزود الساكنة بالماء الصالح للشرب. وعادة ما يحدث أن تجرف هذه النفايات، في أي تساقطات مطرية، في اتجاه واد ورغة، قبل أن تصب في سد الوحدة، أكبر سد بالمنطقة يزود ساكنتها بالماء الصالح للشرب، ويسقي بهائمها وأراضيها الفلاحية.
صورة قاتمة
«الصورة قاتمة في جماعة إساكن بسبب إهمال المسؤولين لها وبالأخص عدم كفاءة المسؤولين الجماعيين»، يقول المصدر ذاته، وهو يظهر ألبوما من الصور كلها توضح انتشار الأزبال في مختلف أنحاء هذه الجماعة.
أحقون يشير إلى أن غياب البنيات التحتية بالمنطقة أدى إلى تنامي الهجرة في صفوف ساكنة المنطقة. فالأسر ذات الإمكانيات المادية تفضل الإقامة في مدن كبيرة، فيها بنيات استقبال مقبولة، عوض البقاء في بلدة تغيب فيها أدنى ضروريات الحياة. لكن أحقون تفادى، من جهة أخرى، أن يشير إلى كون «الملاحقات» و»التحرشات» المستمرة لبعض رجال السلطة تعد كذلك من الأسباب الرئيسية لهذه «الهجرة الجماعية» لساكنة كتامة. مصدر آخر يورد بأن أول إجراء يعمد إليه رب الأسرة بعد الاستقرار في مدينة الاستقبال هو تغيير عنوان الإقامة في بطاقته المهنية، لكي يتفادى أي «استفزاز» محتمل من قبل الجهات الوصية على مراقبة «السير والجولان» بعد أن يقرؤوا في العنوان عبارة «كتامة». «إنها عبارة ترتبط بزراعة القنب الهندي»، يضيف المصدر ذاته.
«لا صحة ولا تعليم ولا نظافة»، يقول أحقون، قبل أن يضيف: «إنه من الممكن أن تتحول المنطقة إلى منطقة سياحية، وهو ما سيساهم في النهوض بأوضاعها».
يمكن للمنطقة أن تتحول إلى منطقة سياحية، لكن الرسميين ربما يتفادون أي إدراج لها في قائمة المناطق السياحية تجنبا لأي إحراج دولي بسبب كونها «عاصمة الكيف» في المغرب. المصدر الجمعوي الذي رفض الكشف عن اسمه يورد بأن وزارة السياحة لا تهتم بها، و»لم يسبق لأي وزير سياحة مغربي أن قام بزيارتها».
وبغض النظر عن حقول الكيف الصغيرة بسبب تضاريس المنطقة الجبلية، فإن الزائر للمنطقة بمجرد ما يحط الرحال بجماعة ثلاثاء كتامة يرى جبلا من الأرز شامخا بمنظر جميل ومثير. إنه جبل «تيدغين» الذي ارتبط اسمه في الآونة الأخيرة ببيانات وتصريحات صحفية لجمعية البيئة والتنمية والثقافة بكتامة. عياد الحضراتي، رئيس هذه الجمعية، قرر أن «يتخصص» في الدفاع عن شجر الأرز في هذه المنطقة ويفضح ما يسميه بمافيات قطع هذا «الذهب الأخضر» واستنزافه بتواطؤ مع بعض رجال المياه والغابات ومع بعض المسؤولين المحليين المنتخبين.
وفي الطريق من جماعة ثلاثاء كتامة نحو جماعة إساكن، يقطع الزائر مسافة وسط غابة من الأزر خلابة، لكنها تعاني من مطرح النفايات وتتألم من الإهمال ومن تحويلها إلى فضاء يختبئ فيه المتسكعون والمشردون
«فقط نتمنى أن يأتي الملك في زيارة رسمية للمنطقة، لكي يقف بأم عينيه على هذا التهميش الذي نعاني منه». هذا كلام فاعل جمعوي في المنطقة وهو يتحدث عن واقع بلدة كتامة وضواحيها، البلدة التي تلقب بـ»عاصمة الحشيش» في المغرب. المصدر ذاته يتذكر بلدة «تارجيست» التابعة بدورها للحسيمة والتي لا تبعد عن كتامة إلا بحوالي 40 كلم، عندما زارها الملك لمرتين، وساهم ذلك في إعادة الاعتبار إليها، على الأقل من الناحية المعنوية، يضيف المصدر.
المصدر فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ«المساء» لأن من شأن أي حديث صحفي يخص هذه المنطقة ووضعها مع رجال الدرك والمياه والغابات أن يعرضه للخطر، وربما السجن بتهمة زراعة القنب الهندي، الزراعة الوحيدة التي تنتعش في المنطقة، وتعتبر إحدى أهم ركائز اقتصادها، قبل أن تتحول إلى أحد أهم أسباب الأزمة التي تعانيها المنطقة، في السنين الأخيرة، وذلك بسبب «الحرب» التي تشنها السلطات المغربية على أباطرة المخدرات والإجراءات المتشددة في المطارات والموانئ، وهي «الحرب» التي أدت إلى بوار سلعة القنب الهندي بكتامة التي لم يعد يقصدها المهربون الكبار، مما دفع فلاحيها إلى الاحتفاظ بسلعهم مخزونة والتأقلم مع وضع الأزمة، في انتظار غد لا تزال جل معالمه مجهولة. «نحن نطالب فقط، أمام هذا الوضع، إما باعتماد زراعات بديلة وإما بتقنين هذه الزراعة»، يسجل المصدر ذاته في حديثه عن هذه الأزمة التي أدت إلى ركود كبير في المنطقة، وصل ذروته إلى حد أن بعض الفلاحين لا يجدون القليل من المال للذهاب إلى السوق الأسبوعي بثلاثاء كتامة.
الخوف من الظل
الملك محمد السادس لم يسبق له أن قام بأي زيارة رسمية لهذه المنطقة، باستثناء مروره بها في اتجاه الحسيمة، مباشرة بعد توليه العرش. وجاءت هذه «الزيارة الخاطفة» في إطار جولات قام بها لجل أنحاء المملكة.
أغلب سكان المنطقة يعانون من سيف المتابعات القضائية بتهمة زراعة الحشيش. وعدد كبير منهم لا يستطيع مغادرة دواره لقضاء أغراض إدارية أو السياحة، خوفا من أن يكون اسمه ضمن لائحة المبحوث عنهم، تبعا لمحاضر المياه والغابات المخيفة. وإذا حدث أن سافر أحدهم، فإنه يتجنب الإقامة في أي فندق مخافة أن تترصده أعين رجال الشرطة أو الدرك.
«إننا شعب من المبحوث عنهم»، يقول المصدر ذاته. «والغريب أن المنطقة تاريخيا معروفة بزراعة القنب الهندي، وأرضها لا تنتج سوى هذه النبتة» التي يقول عنها أغلب سكان المنطقة إنها أذلتهم وحولتهم إلى عبيد بعض رجال السلطة.
في الطريق نحو كتامة، وبمجرد مغادرة مدينة فاس نحو مدينة تاونات، حواجز متتالية لرجال الدرك. من الصعب أن يقرر الإنسان زيارة مثل هذه المناطق ويعود إليها للمرة الثانية بعدما سيشاهد بأم عينيه كيف يتعامل بعض رجال الدرك مع مواطني المنطقة. في أغلب هذه الحواجز، يكون السائق مضطرا لـ«التفاهم» مع حراس الطريق. وعلى أي غريب على هذه المنطقة أن يجيب عن أسئلة هؤلاء وكلها تدور حول أسباب الزيارة، هذا بعد أن يتم فحص أوراق الهوية بكثير من التمحيص.
وفي الطريق من تاونات نحو «عاصمة الكيف» تتضاعف الحواجز الأمنية. وفي كل مرة يتم توقيف مستعملي طريق الوحدة، للتأكد مجددا من هويات الراكبين. «الجو يشبه إلى حد بعيد دخول منطقة محظورة»، يعلق أحد المواطنين وهو يعبر عن ندم ربما يخالجه لما قرر خوض غمار هذه التجربة.
وعلاوة على هذا الحضور الأمني المكثف، على مستعملي هذه الطريق أن يكونوا حذرين جدا من منعرجاتها الكثيرة وحفرها وضيقها، بالرغم من أنها شهدت بعض الترميم في الآونة الأخيرة. ترميم يقول عنه أغلب مستعمليها إنه ترقيع لا يرقى إلى مستوى المطلوب لطريق تعتبر ذاكرة تاريخية للمغرب، وتسجل حوادث سير تكون مميتة في أغلب الأحيان.
حقول كتامة تتراءى من بعيد. والكيف يبدأ في الظهور في جنبات طريق الوحدة التي شيدها الملك محمد الخامس، مباشرة بعد إعلان استقلال المغرب، وساهم في أعمالها عدد من رجالات الحركة الوطنية، بقيادة الملك الراحل الحسن الثاني، عندما كان وليا للعهد آنذاك.
تجنب الإحراج
منذ حوالي سنة، وأشهرا قليلة بعد تعيينه، قام والي جهة الحسيمة تازة تاونات بعقد اجتماع في مقر الجماعة القروية إساكن بمنطقة كتامة. الوالي محمد امهيدية خطب في مستشاري هذه الجماعة وفي مسؤولي عدد من المصالح الخارجية للوزارات بالحسيمة، قائلا إنه سيعمل من أجل إخراج هذه المنطقة من العزلة، وسيجلب لها الاستثمار وسيقضي على ظلمتها، ودعا الساكنة إلى عدم «التعرض» على مشـــروع التهيئة الحضرية لهذه الجماعة، مهــــددا أي متعرض بأوخم العواقب، لأن أي معارضة لهذا المشروع هي معارضة لمستقبل النهوض بالجماعة. انفض الاجتماع وعاد الوالي أدراجه بسيارته وموكبه إلى مقر ولايته بالحسيمة. ومضت مدة تـــزيد عن العام، دون أن يسجل أي تعرض للسكان، ولكن مـــشروع تهـــيئة الجماعة لم ير الـــنور.
الحسن أحقون، رئيس جمعية البيئة والتنمية الاجتماعية بكتامة، ويوجد مقرها بإساكن، يصف الوضع بالجماعة التي يقطن بها بالكارثي، قائلا إن مركزها يعاني من الظلمة بالليل بسبب انعدام الإنارة. وقنوات الصرف الصحي بالجماعة تعاني من انحباس، مما يحول شوارع الجماعة إلى مجرى لهذه القنوات. ومطرح النفايات يوجد وسط غابة الأرز، وبالقرب من محطة تزود الساكنة بالماء الصالح للشرب. وعادة ما يحدث أن تجرف هذه النفايات، في أي تساقطات مطرية، في اتجاه واد ورغة، قبل أن تصب في سد الوحدة، أكبر سد بالمنطقة يزود ساكنتها بالماء الصالح للشرب، ويسقي بهائمها وأراضيها الفلاحية.
صورة قاتمة
«الصورة قاتمة في جماعة إساكن بسبب إهمال المسؤولين لها وبالأخص عدم كفاءة المسؤولين الجماعيين»، يقول المصدر ذاته، وهو يظهر ألبوما من الصور كلها توضح انتشار الأزبال في مختلف أنحاء هذه الجماعة.
أحقون يشير إلى أن غياب البنيات التحتية بالمنطقة أدى إلى تنامي الهجرة في صفوف ساكنة المنطقة. فالأسر ذات الإمكانيات المادية تفضل الإقامة في مدن كبيرة، فيها بنيات استقبال مقبولة، عوض البقاء في بلدة تغيب فيها أدنى ضروريات الحياة. لكن أحقون تفادى، من جهة أخرى، أن يشير إلى كون «الملاحقات» و»التحرشات» المستمرة لبعض رجال السلطة تعد كذلك من الأسباب الرئيسية لهذه «الهجرة الجماعية» لساكنة كتامة. مصدر آخر يورد بأن أول إجراء يعمد إليه رب الأسرة بعد الاستقرار في مدينة الاستقبال هو تغيير عنوان الإقامة في بطاقته المهنية، لكي يتفادى أي «استفزاز» محتمل من قبل الجهات الوصية على مراقبة «السير والجولان» بعد أن يقرؤوا في العنوان عبارة «كتامة». «إنها عبارة ترتبط بزراعة القنب الهندي»، يضيف المصدر ذاته.
«لا صحة ولا تعليم ولا نظافة»، يقول أحقون، قبل أن يضيف: «إنه من الممكن أن تتحول المنطقة إلى منطقة سياحية، وهو ما سيساهم في النهوض بأوضاعها».
يمكن للمنطقة أن تتحول إلى منطقة سياحية، لكن الرسميين ربما يتفادون أي إدراج لها في قائمة المناطق السياحية تجنبا لأي إحراج دولي بسبب كونها «عاصمة الكيف» في المغرب. المصدر الجمعوي الذي رفض الكشف عن اسمه يورد بأن وزارة السياحة لا تهتم بها، و»لم يسبق لأي وزير سياحة مغربي أن قام بزيارتها».
وبغض النظر عن حقول الكيف الصغيرة بسبب تضاريس المنطقة الجبلية، فإن الزائر للمنطقة بمجرد ما يحط الرحال بجماعة ثلاثاء كتامة يرى جبلا من الأرز شامخا بمنظر جميل ومثير. إنه جبل «تيدغين» الذي ارتبط اسمه في الآونة الأخيرة ببيانات وتصريحات صحفية لجمعية البيئة والتنمية والثقافة بكتامة. عياد الحضراتي، رئيس هذه الجمعية، قرر أن «يتخصص» في الدفاع عن شجر الأرز في هذه المنطقة ويفضح ما يسميه بمافيات قطع هذا «الذهب الأخضر» واستنزافه بتواطؤ مع بعض رجال المياه والغابات ومع بعض المسؤولين المحليين المنتخبين.
وفي الطريق من جماعة ثلاثاء كتامة نحو جماعة إساكن، يقطع الزائر مسافة وسط غابة من الأزر خلابة، لكنها تعاني من مطرح النفايات وتتألم من الإهمال ومن تحويلها إلى فضاء يختبئ فيه المتسكعون والمشردون
samira- الرتبة
- عدد الرسائل : 24
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
مواضيع مماثلة
» ضبط ثلاثة اطنان من حشيشة الكيف مخباة في اكياس بطاطا في المغرب
» صور للنبي محمد (ص) بمقررات الثانويات الإسبانية بالمغرب!
» صور للنبي محمد (ص) بمقررات الثانويات الإسبانية بالمغرب!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى